4 الوصول إلى تركيا و المرور إلى اليونان


مرت تقريبا 5 ساعات من الطيران ووصلنا بحمد الله مطار صبيحة إسطانبول (SABIHA AIRPORT) وهو ثاني مطار يبعد  15Km عن المدينة.
مطار صبيحة الدولي


















مررت وطبع الجواز دون مشاكل على غرار بعض المسافرين المغاربة الذين أدخلوا إلى مكتب خاص لطرح أسئلة روتينية، لهذا أوصي بالهندام والأناقة، للأسف في هذا الزمن يقيسون المظاهر وليست الأعمال.

عند شباك صرف العملات استبدلت 100يورو إلى ليرة، الأورو يساوي تقريبا 2ليرة،
خرجت من المطار وصادفت الكثير من العرب الذين سبقونا إلى تركيا منهم نصابين وسماسرة الحراقة، ينتظرون فريستهم لينقضوا عليها، منهم من يسألك هل أنت تبحث عن حراق ومنهم من يقول لك هل لديك أحد يساعدك هنا، إلخ... 
النصيحة هي لا تُعِرهم أي اهتمام، فهم يسعون وراء ما في جيبك، لهذا اعتمد على نفسك والله سبحانه و تعالى.
قصدت سائق حافلة وسألته بالإنجليزية : هل أنت ذاهب إلى "تَاكْسِيمْ" ؟
( TAKSIM تاكسيم هي وسط مدينة إسطانبول الكل فيها مفتوح حتى الصباح )، وأشار إلى حافلة أخرى، ركبت الحافلة وانتظر السائق حتى امتلأت المقاعد كلها، أعطيناه 14ليرة ثمن الرحلة.
TAKSIM














بعد نصف ساعة وصلنا إلى "تَاكْسِيمْ"، بقي للفجر 4 ساعات لهذا أمضيت الوقت في التجوال، ومن مقهى إلى مقهى حتى أشرقت الشمس.
على الساعة 6 صباحا ركبت طاكسي وقلت له "أطوكار إدرنة"
(OTOGAR IDERNE) معناه محطة الحافلات أنا ذاهب لمدينة إدرنة.
15دقيقة وصلنا للمحطة، وقال لي اعطني 2.5ليرة أؤديها للماكينة كي أدخلك حتى شباك حافلات إدرنة، كان له ذلك، أدخلني ودلني على الوكالة وأعطيته ما يشير إليه الحاسب Compteur وهي 20ليرة، دخلت الوكالة سألت عن إدرنة قال لي على الثامنة ستذهب أول حافلة، طلب مني الجواز وأديت ما يقارب 50ليرة ثمن التذكرة.
OTOGAR














على الساعة 8 انطلقنا وكانت الحافلة نظيفة ومريحة يقدم لك الحلوى وعصير، أظن هذه عادة تركية.
على الساعة 10h30 وصلنا إلى محطة إدرنة. داخل المحطة توجد حافلات صغيرة تأخدك إلى وسط المدينة وهي أرخص من الطاكسي، فقط 2ليرة.
بدأت أبحث عن فندق لأستريح، وجدته ب 40ليرة لا بأس به، وهناك الكثير وسط المدينة قرب الجامع الكبير.
نمت حتى الساعة 17h00 ثم خرجت أتجول في المدينة، هي مدينة قديمة وتحتوي على جوامع كبيرة وجميلة، مقاهي ومطاعم كثيرة ومأكولات متنوعة لذيذة، ما لحظته أيضا هو أن أغلبية سكانها أشقرون كأنك في السويد فتحس كأن الكل ينظر إليك كغريب.
حل الظلام ثم دخلت مقهى أنترنت، نسخت الخريطة التي احتفظت بها في علبتي، بعد ذلك أمضيت كل الوقت في تصفح خريطة المدينة والحدود، بعد ذلك تعشيت في مطعم ب15ليرة ورجعت إلى الفندق.
في الصباح استغلت الوقت لأقوم بجولة في جوانب المدينة فاستنتجت أنه من المستحيل الخروج من الجهة الغربية دون أن يراك أحد أو دون أن تتيه لأن هناك منازل وقرى مختلفة وهناك كذلك الحدود البلغارية في الشمال الغربي للمدينة، بصراحة لم أرتح لتلك الجهة.
رجعت لمقهى الأنترنت وتفحصت الخريطة جيدا، بدأت أبحث عن الطريق الأكثر اختصارا لعبور الحدود، لاحظت أن النهر الكبير EVROS الذي يفصل تركيا عن اليونان قريب من محطة الحافلات الي تبعد عن المدينة 2Km، وهناك نسبة ضئيلة جدا من المنازل.
رجعت للفندق  لبست الحذاء والملابس التي سأحتاجها لهذه الرحلة، أخدت حقيبة الظهر ووضعت فيها الملابس والحذاء التي سأحتاجها عند الوصول إلى اليونان، بعض الشوكولاتة وكاوكاو، فستق، 1 معلبة سردين، تفاحة، 2لتر من الماء(2لتر لم تكفيني في الرحلة)، ساشيات بلاستيكية(كافية لأضع فيها كل شيء عند قطع النهر).
صليت ركعتين وطلبت من الله عز وجل أن ييسر لي هذه الرحلة.
خرجت من الفندق ورميت الحقيبة  VALISE التي لم تكن إلا للتنكر في المطار، ركبت إلى المحطة، جلست في مقهى المحطة حتى غربت الشمس ونزل الظلام، دخلت إلى المراحيض، هي قريبة من المخرج، بقيت فيها دقيقة كي أموه فقط بعد ذلك خرجت مسرعا نحو الطريق الذي يُخْرِج من المحطة (للإشارة الخروج من المحطة سيرا على الأقدام ممنوع لأنها تؤدي إلى طريق سيار لهذا حاول ألا يراك أحد)،
المقهى داخل محطة إدرنة


















خرجت وذهبت جهة اليسار نحو الطريق السيار، فقطعته مسرعا و متخفيا كي لا يراني أحد، بعد ذلك بدأت في السير مسرعا نحو الجهة الغربية.
الطريق كان صعبا، صادفت الكثير من الحواجز، الأراضي الخاصة والكلاب (الكلاب لا تعرها اهتمام حتى وإن اقتربت فهي تنبح فقط، المهم هو أن لا يراك بني آدم فكن جيدا في التخفي)، حتى وصلت إلى واد اصطناعي تمر منه الفضلات وتخرج منه رائحة كريهة، من المستحيل المرور منه، فاتجهت يمينا وبدأت أسير بجانبه لعل أصادف قنطرة صغيرة أو شيئا ما لأعبره، مشيت قرابة 30 دقيقة كدت أفقد الأمل والحمد لله وصلت سكة قطار تمر من فوق الواد فمشيت فوقها، بعد ذلك مررت أمام معمل للإسمنت ومشيت مسرعا كي أخرج من الضوء الذي ينبعت منه، تجاوزت طريق معبد بسرعة، واتجهت إلى الغرب وأدركت أنني في الجهة الصحيحة كما هو في الخريطة حيث وصلت إلى ضيعات ومررت من أراضي ومحاصيل كثيرة، وأنا همي الوحيد أن أصل إلى النهرEVROS.
أخيرا وصلت إليه، جلست لأستريح، أكلت وشربت، أخدت جوازي وقطعته إلى أجزاء ورميته في النهر، من بعيد في الجهة اليسرى أرى قنطرة أمامها أضواء حمراء وزرقاء وهي لسيارة شرطة، حمدت الله على بعدهم.
نهر Evros و القنطرة التي تتواجد بها الدورية














بدأت أفكر في السباحة ولكن متردد، تفحصت ذهابا وإيابا جنبات النهر، وإذا بي ألمح شيئا طويلا وأسودا، عند نزولي واقترابي أكتشف المفاجأة!!!!
يا للحظ السعيد!!!!! إنه مركب!!!!!!!!!! ،
 كان مركب طوله 4 أمتار و حديدي، مربوط بسلسلسة حديدية و فيه أعواد تدفع بهم قاع النهر ليسير بك فوق الماء،

(بعد مدة حكوا لي أشخاص التقيتهم في اليونان أنه لحراق وسعته 5 أشخاص)

(إذن تفحص جيدا جانب النهر فلا بد من تواجد مراكب هناك)،

 شكرت الله عز و جل.
ركبت المركب وتفحصته جيدا، ثم بدأت أدفع بكل جهدي قاع النهر، لم يكن غارقا، ما يقارب 2 متر تقريبا والعصا كانت طويلة كفاية، وبسرعة قطعت النهر، وصلت الضفة الأخرى، تفحصت الخريطة وأدركت أني مازلت في تركيا، حسب الخريطة يونان قريبة الآن.


مسار الرحلة من محطة حافلات إدرنة إلى قرية يونانية STERNA
   I  :  محطة حافلات إدرنة.
II : الواد الحار الذي كان عقبة كبيرة.
  III: قنطرة السكة وقرب معمل الإسمنت.
  IV: قنطرة التي يتواجد بها الشرطة.
   V : طريق سيار في اليونان.