6 مدينة أثينا Athens




أوصلتنا الحافلة حتى وسط المدينة، نزلت، أمشي من شارع إلى شارع و ما أطولها، الكل مازال مفتوحا مقاهي و مطاعم، البشر لا ينام في أثيناAthens 
و ماذا أرى؟!
 فقط أجانب، رجال و نساء، من باكستان أفغانستان تونس المغرب جزائر نيجيريا بنغلادش، العالم كله هنا!!! و لا أثر ليوناني؟!
إفريقيات جالسات على الأرصفة بملابس ضيقة يمتهن الدعارة، مدمنون عائشين في عالمهم الخاص و مستلقين في جوانب الشارع، سكارى يجوبون يمنة و يسرة،
هل هذه هي أثينا التي كنت أسمع عنها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 أتمنى أن أخرج بسرعة من هذه البلاد لا أريد أن أطول هنا،
 الحالة سيئة جدا !!!!!!!
شارع في أثينا












                جلست في مطعم أظنه لسوري طلبت أكلة مثل "الشوارما" يسمونها
 "سوفلاكي Soflaki" ب3يورو، بعد ذلك تجولت قرابة ساعة حتى صادفت ساحة وسط المدينة، يتمركز فيها عدد كبير من المهاجرين، إنها ساحةOmonia الساحة المشهورة عند كل مهاجر زار أثينا.
ساحة Omonia
















                سألت عربي وجدت أنه تونسي : تعرف أين يوجد فندق السوداني الذي يناموا فيه ب 5يورو للليلة؟ 
قال: هناك عدة فنادق صغيرة للسوداني، تعال أريك أقرب واحد. رافقته قرابة 500متر و دلني على الفندق. قلت له شكرا لك يا أخي، قال لي ألديك سيجارة من فضلك؟ قلت له لا أدخن و لكن خد هذا، أعطيته 2يورو و ودعته.
صعدت الدرج، دخلت، ما لاحظته هو أن فندق السوداني هو شقة كبيرة و قديمة تكرى فيها الغرف و الحالة جد وسخة، سألت المكلف: أحتاج غرفة لأنام، قال: أعتذر الكل مشغول اليوم فالساعة تشير إلى منتصف الليل.
نزلت الدرج خائبا لأني تعبت و أريد فقط أن أنام، بدأت أجوب النواحي أسأل عن فنادق السوداني واحد تلو الآخر، لاشيء،الكل مشغول!!! يا ربي ما هذا؟!!!
 تعبت و ليل أثينا لا يبشر بخير و ما أكثر قطاع الطرق هنا، لم يبق لي إلا أن أجرب الفنادق اليونانية.
 لم يكن لدي جواز و لا أوراق ثبوتية، كانت مغامرة، يمكن أن يتصل بالشرطة،
 المهم كنت منهكا و لا أفكر إلا في دفء السرير،
 دخلت مبتسما، وجدت رجل عند الإستقبال، بدا عليه نوع من الإرتباك أظنه خوف، لأنه لمح وجه عربي منتصف الليل!!! هههههه
 ابتسمت له و قلت بالإنجليزية: من فضلك سيدي وقع لي مشكل الآن، فقد سرقت أمتعتي كلها حتى جوازي، أريد غرفة لأنام حتى غد لأذهب للسفارة و الشرطة.
نظر إلي و قال: لا مشكلة و لكن ثمن الغرفة لك هو 30يورو لأنك بدون هوية قلت له إجعلها 20يورو قال لا 25يورو لاأقل و لا أكثر. كان له ذلك .
أعطاني المفتاح و صعدت للغرفة.
غرفة نظيفة، فراش نظيف، تلفاز، مرحاض و دوش جميل، شامبو و صابون و فوطة، هذا ما أسميه فندق، نزعت ملابسي و دخلت لأستحم و أنظف عرق و أوساخ رحلة تركيا، فالبارحة كنت هناك و اليوم أنا في أثينا، سبحان مبدل الأحوال،
 بعد ذلك إستلقيت على الفراش، شغلت التلفاز، لا أفهم شيئا من هذه اللغة، أحول من قناة إلى أخرى حتى غلبني النعاس.
استيقظت على الساعة 10صباحا، خرجت من الفندق، رأيت طاكسي و استوقفته، قلت له: Please to the busstation ، وصلت محطة الحافلات بحثت عن شباك خط مدينة Igoumenitsa ، كانت الرحلة على الساعة الخامسة زوالا،
 اشتريت التذكرة و رجعت بالحافلة إلى وسط المدينة.
في النهار تبدو أثينا مدينة جميلة، مآثر و مباني ضخمة، محلات و مطاعم جميلة، بدأت أشاهد اليونانيين و لكن ساحة Omonia على حالها تعج بالعرب و الأفارقة و الآسيويين.
ترى في وجوههم البؤس، معظهم في حالة استياء،
 قرب الكنيسة أرى طابورا من المهاجرين، ينتظرون دورهم ليتسلموا الأكل، هذا يدل على الأوضاع المزرية التي وصلت إليها حال المهاجرين في اليونان.
طابور أمام الكنيسة















                        تجولت في معظم نواحي المدينة إلا سوق الحرمية (ندمت بعد ذلك، حكوا لي  أن هناك ملابس و أحدية من نوع ممتاز و جد رخيصة، كل ما تحتاجه تجده هناك للأسف لم أستغل الفرصة)، اقتربت ساعة الرحلة ، رجعت إلى المحطة، على الساعة الخامسة إنطلقت الحافلة في اتجاه مدينة .
المقاعد كان معظمها فارغ، لمحت وجه عربي و اقتربت منه و جلست قربه، و سألته: تتكلم العربية؟  نظر إلى مدهشا و قال: نعم أنا مغربي، و أنت؟ قلت: مغربي كذلك. ضحك و قال رأيتك عندما صعدت إلى الحافلة و ظننتك يوناني هههههه (معظم اليونانيين يشبهون سكان شمال إفريقيا).
إسمه محمد و هو من نواحي قلعة سراغنة له 6أشهر هنا في اليونان، سألته: ماذا تفعل هنا في أثينا؟ قال جئت فقط لآخد بعض المال من صديق عمل لجوء منذ 5سنوات و هو يعمل الآن في العاصمة، أما معظم الوقت أنا في إكومينيزيا أجرب يوميا الRisque (معناه المخاطرة يقصد بذلك محاولات التسلل إلى الميناء و تحت الشاحنات و الحافلات)،
أتمنى من الله ألا تستوقف الشرطة الحافلة للتفتيش فالخرطية عندي مر تاريخ صلاحيتها.
قلت: آمين، أنا ليست لدي أصلا. قال: لماذا؟ قلت: أنا دخلت البارحة من تركيا و قبل يومين كنت في المغرب. حكيت له كيف وصلت.
قال: إنك جد محظوظ و ربحت الكثير من الوقت، حطمت الرقم القياسي هههههههه.
تبادلنا الحديث طول الطريق لم ننم خائفين من الشرطة.
الحمد لله وصلنا على الساعة 2صباحا، نزلنا، و هاتفت ابن خالة خالد، للأسف وجدت هاتفه مغلق، قال لي محمد: لا بأس حتى الصباح ابحث عنه، فالحراقة كلهم يتجمعون أمام الميناء.
ذهبنا أنا و محمد عند أصدقاؤه المغاربة، ينامون في ديسكو قديم و مهجور يتواجد على بعد 10أمتار فقط من الشاطئ، قريب من الميناء.

يتبع ...


 بدون تعليق صور من أثينا Athens