1 حلم الرجوع إلى أوروبا

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم.
بادئ دي بدء أريد أن أعطيكم فكرة عن نفسي.
أنا مغربي أمازيغي ، وُلِدت في دولة أوروبية من أبوين مغربِيَيْن، ونظرا لصعوبة تربية الأطفال على الطريقة الإسلامية قرَّر أبي إرسالي إلى المغرب وأنا عمري 9سنوات. تعلمت اللغة العربية والتربية الإسلامية والحمد لله. في كل عطلة صيفية كنت أزور مسقط رأسي إلى أن وصلت 18سنة في عمري، توجب علي طلب تأشيرة للذهاب، هنا بدأت المشاكل نظراً لبعد السفارة عن مدينتي ب 700كم، فكان ذلك مضيعة للمال والوقت لأن العطلة المدرسية تدوم شهرين فقط.
مع مرور السنين تقبلت الأمر الواقع ونسيت البلد الذي قضيت فيه طفولتي، أنهيت الدراسة، وبدأت العمل كتاجر، كنت أمتلك دكانَيْن، منزل، سيارة، كان دخلي لا بأس به، كنت مرتاحا ماديا والحمد لله. لكن حلم أوروبا كان وراودني كلما تذكرت ذكريات الطفولة، خاصة مع حلول كل عطلة صيفية التي تزامن دخول المهاجرين المغاربة وقضاء عطلتهم والرجوع إلى أوروبا دون مشاكل.
في صيف 2009 ذهبت إلى مدينة طنجة التي تعتبر بوابة دخول وخروج الجالية المغربية. مررت صدفة من الميناء وتأملت المهاجرين وأوراقهم في أيديهم مستعدين لإعطائها للجمركي ليطبعها ويمروا دون مشاكل لركوب الباخرة .
أحسَسْت في تلك اللحظة بنوع من الضعف وعدم الحرية.
 سألت نفسي : ما الفرق بين الإنسان بجنسية أجنبية أوإقامة أجنبية وإنسان بدون؟
وجدت الجواب في الحين، الإنسان بجنسية أجنبية أو إقامة أجنبية تخول له حقوق كثيرة في بلده الأصلي وبلده المضيف، له حرية أكبر للسفر دون مشاكل وتعقيدات، الجالية تقدم لهم تسهيلات من طرف الدولة في عدة ميادين أكثر من المواطن العادي.
بعد هذه اللحظة قررت أن أصل إلى أوروبا لأطلب أوراق إقامتي مهما كلَّف الأمر...